الذي تناوله الإسرائيليون الذي وفره الله فكان على شكل معجزة خارقة للطبيعة (١).
أما المن الذي يسقط على الأشواك فقد أكده كل من «سيرابيو» و «ابن سينا» في الفصول التي تناولوا فيها هذه المادة من مؤلفاتهم وكانوا يسمونها «تسريابين» و «طرنجبيين» (٢).
كذلك عرفه العالم النباتي الشهير «كارلوس كلوفيوس» وأكده في كتابه «موجز النباتات الهندية».
ولقد عثرت في أطراف حلب على بعض هذه الشجيرات التي يبلغ ارتفاعها حوالي ذراع وتتفرع منها عدة سيقان مدورة تنقسم بدورها إلى عدة أقسام كالزهرة. ويستخدم الأهلون هذه الشجيرات للتنظيف والتعقيم ، إذ إنهم يأخذون كمية منها يغلونها بالماء.
وما خلا ذلك فإن لديهم نوعا آخر من المن شبيه بالنوع السابق. وهذا النوع يرسل إلى بلادنا من «كالبريا» (٣) عن طريق البندقية.
وفضلا عن ذلك يعرض الأهلون للبيع أحجارا يسميها العرب «يازور» (٤) وهي على أشكال مستطيلة ومدورة صقيلة وذات لون أخضر
__________________
(١) يظهر الرحالة تأثره العظيم بأقوال التوراة في كل ما يتحدث عنه ويعتبر وجود «المن» من المعجزات الخارقة للطبيعة. في حين أن هذا المن يسقط في أصقاع كثيرة من العالم وفي القسم الشمالي من العراق وهو ما يعرف ب «من السما».
أما اليهود فقد عثروا على هذه الحلوى وعلى طائر السلوى ، أثناء متاهاتهم في صحراء سيناء حين خرج بهم موسى من مصر هربا من الفراعنة ولم يكن عثورهم على المن والسلوى معجزة لموسى ولا نعمة خصهم الله وحدهم دون غيرهم كما يزعمون ذلك.
(٢) Trangibine.
(٣) أحد أقاليم أيطاليا.
(٤) كتبه المؤلف باسم بازوراBazora والذي أعتقده أنه أراد بذلك حجر اليازور أو اللازورد.