حدّثنا محمّد بن الحسين بن حميد ، عن جعفر بن عبد الله ، عن كثير بن عيّاش ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله عزوجل : (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) (١) قال : هذه لآل محمّد ، [و] المهدي وأصحابه يملّكهم الله تعالى مشارق الأرض ومغاربها ، ويظهر الدين ، ويميت الله عزوجل به وبأصحابه البدع والباطل كما أمات السفهة الحقّ ، حتّى لا يرى أثر من الظلم ، ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، ولله عاقبة الامور.
١١٢٢ ـ (٤) ـ تأويل الآيات الظاهرة : محمّد بن العبّاس [محمّد بن
__________________
ح ٩ ؛ تفسير نور الثقلين : ج ٢ ص ٥٠٦ ح ١٦١ ؛ تفسير الصافي : ج ٢ ص ١٢٦ ؛ البرهان : ج ٣ ص ٩٦ ح ٤.
واعلم أنّ محمّد بن العبّاس الّذي روى عنه مصنّف «تأويل الآيات الظاهرة» هذا الحديث وغيره هو : محمّد بن العبّاس بن علي بن مروان بن الماهيار ، من أعلام القرن الثالث والرابع ، يكنّى أبا عبد الله ، قال النجاشي : ثقة ثقة ، وعدّ من كتبه كتاب «ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهمالسلام» ، قال : وقال جماعة من أصحابنا : إنّه كتاب لم يصنّف في معناه مثله ، وقيل : إنّه ألف ورقة ولعلّ مصنّف التأويل روى عن هذا الكتاب بطريق الوجادة.
(١) الحجّ : ٤١.
(٤) ـ تأويل الآيات الظاهرة : ص ٤٣٨ سورة السجدة الآية ٢٩ ؛ المحجّة : ص ١٧٤ الآية ٦٧ عن محمّد بن يعقوب قال : حدّثنا الحسين بن عامر ... الحديث ؛ ينابيع المودّة : ص ٤٢٦ ؛ البرهان : ج ٣ ص ٢٨٩ ؛ إلزام الناصب : ج ١ ص ٨٣ الآية ٧٥.
أقول : من المحتمل أن يقال : إنّه لا ينفع الإيمان في هذا اليوم إن كان الكافر معاندا للحقّ أو مقصّرا في تحصيله ، وأمّا إن كان قاصرا ـ كما ربّما يكون حال كثير من الكافرين ـ فينفعه إيمانه ، فالقاصر إذا ظهر له الأمر وعرف الحقّ فآمن يقبل إيمانه لا محالة ، لأنّ عدم قبوله خلاف حكمة الله تعالى وسنّته في هداية عباده ، بل بهذه القرينة العقليّة الواضحة يحمل الحديث على المعاندين والمقصّرين.