عشرين حسنة ، ويضاعف الله عزوجل حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله ، ودان بالتقيّة على دينه وإمامه ونفسه ، وأمسك من لسانه أضعافا مضاعفة ، إنّ الله عزوجل كريم.
قلت : جعلت فداك ، قد والله رغّبتني في العمل ، وحثثتني عليه ، ولكن احبّ أن أعلم كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالا من أصحاب الإمام الظاهر منكم في دولة الحقّ ونحن على دين واحد؟ فقال : إنّكم سبقتموهم إلى الدخول في دين الله عزوجل ، وإلى الصلاة والصوم والحجّ ، وإلى كلّ خير وفقه ، وإلى عبادة الله عزّ ذكره سرّا من عدوّكم مع إمامكم المستتر ، مطيعين له ، صابرين معه ، منتظرين لدولة الحقّ ، خائفين على إمامكم وأنفسكم من الملوك الظّلمة ، تنظرون إلى حقّ إمامكم وحقوقكم في أيدي الظّلمة ، قد منعوكم ذلك ، واضطرّوكم إلى حرث الدنيا وطلب المعاش مع الصبر على دينكم وعبادتكم وطاعة إمامكم والخوف مع عدوّكم ، فبذلك ضاعف الله عزوجل لكم الأعمال ، فهنيئا لكم.
قلت : جعلت فداك ، فما ترى إذا أن نكون من أصحاب القائم ويظهر الحقّ ونحن اليوم في إمامتك وطاعتك أفضل أعمالا من أصحاب دولة الحقّ والعدل؟ فقال : سبحان الله! أما تحبّون أن يظهر الله تبارك وتعالى الحقّ والعدل في البلاد ، ويجمع الله الكلمة ، ويؤلّف الله بين قلوب مختلفة ، ولا يعصون الله عزوجل في أرضه ، وتقام حدوده في خلقه ، ويردّ الله الحقّ إلى أهله فيظهر ، حتّى لا يستخفى بشيء من الحقّ ، مخافة أحد من الخلق؟ أما والله يا عمّار! لا يموت منكم ميّت على الحال الّتي أنتم عليها إلّا كان أفضل عند الله من كثير من شهداء بدر واحد ، فأبشروا.