المسلمين ، والناطق بالقرآن ، والعالم بالأحكام ، أخو نبيّ الله ، وخليفته على امّته ، ووصيّه عليهم ، ووليّه الّذي كان منه بمنزلة هارون من موسى ، المفروض الطاعة بقول الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (١) ، الموصوف بقوله : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) (٢) ، المدعوّ إليه بالولاية ، المثبت له الإمامة يوم غدير خمّ بقول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الله عزوجل : ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا : بلى ، قال : فمن كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأعن من أعانه ، علي بن أبي طالب عليهالسلام أمير المؤمنين ، وإمام المتّقين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وأفضل الوصيّين ، وخير الخلق أجمعين بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبعده الحسن بن علي ، ثمّ الحسين سبطا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وابنا خير النسوان أجمعين ، ثمّ علي بن الحسين ، ثمّ محمّد بن علي ، ثمّ جعفر بن محمّد ، ثمّ موسى بن جعفر ، ثمّ علي بن موسى ، ثمّ محمّد بن علي ، ثمّ علي بن محمد ، ثمّ الحسن بن علي ، ثمّ ابن الحسن عليهمالسلام إلى يومنا هذا ، واحدا بعد واحد ، وهم عترة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، المعروفون بالوصيّة والإمامة ، ولا تخلو الأرض من حجّة منهم في كلّ عصر وزمان ، وفي كلّ وقت وأوان ، وهم العروة الوثقى ، وأئمّة الهدى ، والحجّة على أهل الدنيا ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وكلّ من
__________________
(١) النساء : ٥٩.
(٢) المائدة : ٥٥.