نعم ، إذا كان أمر من هذه الامور الّتي لا تكون لمعرفتها دخل في الإسلام والإيمان من الضروريّات الإسلاميّة ، فإنكاره على ما ذكر في الفقه ـ موضوعا وحكما ـ موجب للحكم بالكفر ولو ظاهرا. كما أنّ بعد معرفة كلّ واحد من هذه الامور ، وأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أخبر عنه ، يجب الإيمان به ، ولا يجوز إنكاره واحتمال خلافه ؛ لأنّه مستلزم لإنكار الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ومن هذه الامور : خروج الدجّال ، والسفيانيّ ، فليس الإيمان بذلك شرطا في الإسلام والإيمان ، فمن لم يعرف من أمرهما شيئا ولم يقرّبهما ، لا يخرج بذلك من الإسلام والإيمان. نعم بعد ما ثبت عنده إخبار النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عنهما لا يجوز له الإنكار ، ويخرج به من دائرة الإسلام.
وهل يكون خروج الدجّال من الضروريّات بين المسلمين حتّى يكون إنكاره موجبا للحكم بالارتداد ولو ظاهرا وإن احتمل عدم علم منكره به؟ الظاهر أنّه ليس من الضروريّات ، سيّما بعد ما عرفت إنكاره من جماعة من المسلمين.
التنبيه السادس : هل يجب معرفة علائم الظهور الّتي من جملتها خروج الدجّال ، ليعلم به عند وقوعه ، ويعرف المحقّ من المبطل ، ويميز بين الخبيث والطيّب؟ الظاهر هو وجوبها ؛ حذرا عن الوقوع في الضلالة ، ودفعا للضرر المحتمل ، ويمكن أن يقال : إنّ الفائدة من بيان هذه العلامات أن يتعلّمها من يريد الأمان من الضلالة ، ولا يكون للناس على الله حجّة ، وذلك يقتضي وجوب تعلّم العلامات ، وعدم معذوريّة الشخص في الجهل به.