مصباح الدين ... إلخ ، إلّا أنّ ذلك لا يدلّ على بقاء المخاطب في مثل هذا الحديث الذي له نظائر كثيرة في أخبار الملاحم وأشراط الساعة وعلامات المهدي عليهالسلام ، كقوله : فإن أدركت ذلك الزمان ، ... ونحو ذلك ، بل المراد : الدلالة على بيان وظيفة من أدرك ذلك الزمان وبدت له أمارات الظهور ، وكلّ ما قيل أو يقال في غيره ممّا شابهه من الأحاديث يقال فيه ، فلا يجوز القول بوضعه لمجرّد ذلك.
خامسها : اشتماله على ذهاب جمع مع رايات صفر وأعلام بيض إليه بين الحطيم وزمزم ، وبعث الناس ببيعتهم إليه عليهالسلام ، مع أنّ ظهوره بنحو آخر على ما نطقت به الأخبار المتواترة.
أقول : كان اللازم عليه أن يبيّن أولا ما توافقت عليه الأخبار المتواترة ، ثمّ يبيّن ما لا يوافقها ولا يمكن الجمع العرفي بينه وبينها ، ولا أظنّ أنّه يقدر أن يأتي بأمر دلّت عليه الأخبار المتواترة لا يمكن الجمع بينها وبين هذا الحديث ، هذا مضافا إلى وجود ذلك التهافت على زعمه بين سائر أخبار العلامات بعضها مع بعض ، ولا ريب أنّه مع الإمكان يجمع بينها بما يساعده العرف ، مضافا إلى أنّه قد ظهر لك أنّه لا يجوز ردّ هذه الأخبار بعضها بالبعض إذا كان بينها تخالف وتهافت ؛ لأنّ ذلك لا ينافي ما نحن بصدده من إثبات فوز الفائزين بزيارته ولقائه بالتواتر.
سادسها : قال : ومنها : أنّ محمد بن أبي عبد الله الكوفي الذي استقصى من رآه في ذاك العصر المعروف وغير المعروف لم يذكر إبراهيم فيهم مع كونه من الأجلّة ، إنّما عدّ ابنه محمدا ، وهذا نصّه على ما رواه في «الإكمال» ، باب من شاهد القائم عليهالسلام ... ثم ذكر خبر ابن أبي عبد الله الكوفي وقال بعده : فتراه عدّ صاحب الفراء وصاحب الصرّة