الحسن والحسين ، [ مظهر العجائب ، ومفرّق الكتائب ، والشهاب الثاقب ، والنور العاقب ، أسد الله الغالب ، مطلوب كلّ طالب ، غالب كلّ غالب ، ] ذاك جدّي علي بن أبي طالب ».
ثمّ قال : « أنا ابن فاطمة الزهراء ، أنا ابن سيّدة النساء ، [ أنا ابن الطهر البتول ، أنا ابن بضعة الرسول ] ».
فلم يزل يقول : « أنا ، أنا » ، حتّى ضجّ الناس بالبكاء والنحيب ، وخشى يزيد أن تكون فتنة ، فأمر المؤذن أن يقطع عليه الكلام ، فلمّا قال المؤذن « الله أكبر » ، قال علي عليهالسلام : « [ كبرت كبيراً لا يقاس ولا يدرك بالحواس ، ] لا شيء أكبر من الله ».
فلمّا قال : « أشهد أن لا إله إلاّ الله » ، قال علي بن الحسين عليهماالسلام : « شهد بها شعري وبشري ولحمي ودمي [ ومخّي وعظمي ] ».
فلمّا قال المؤذّن : « أشهد أنّ محمّداً رسول الله ، التفت إلى يزيد وقال : « يا يزيد محمّد [ هذا ] جدّي أم جدّك ؟ فإن قلت (١) إنّه جدّك ، فقد كفرت ، وإن قلت إنّه جدّي ، فلِمَ قتلت عترته وانتهكت حرمته » ؟! (٢).
__________________
(١) في المقتل للخوارزمي : « فإن زعمت ».
(٢) أشار إلى الخطبة السيّد ابن طاوس في الملهوف : ص ٢١٩ ، والمذكور فيه إلى : « ويلك أيّها الخاطب اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبوّء مقعدك من النار ».
والخطبة بتمامه رواها الخوارزمي في المقتل : ٢ : ٦٩ مع اختلاف في بعض الألفاظ وإضافات قليلة ، وما بين المعقوفات منه.
وروى الخطبة مختصراً بنحو آخر ابن شهر آشوب في المناقب : ٤ : ١٨٢ عن كتاب الأحمر عن الأوزاعي مع اختلاف في الألفاظ ، وفيه بعد قوله عليهالسلام : « أنا ابن فاطمة الزهراء ، أنا ابن خديجة الكبرى ، أنا ابن المقتول ظلماً » : « أنا ابن المجزوز الرأس من القفا ، أنا ابن العطشان حتّى قضى ، أنا طريح كربلاء ، أنا ابن مسلوب العمامة والرداء ، أنا ابن من بكت عليه ملائكة السماء ، أنا من ناحت عليه الجنّ في الأرض والطير في الهواء ، أنا ابن من رأسه على السنان يهدى ، أنا ابن من حرمه من العراق إلى الشام تسبى ، أيّها النّاس إنّ الله تعالى وله الحمد