المصرع الثاني عشر
وهو مصرع الباقر عليهالسلام
اعلم يا طالب الإذعان والتصديق ، والراغب في الإرشاد إلى سواء الطريق ، أنّه قد فوّق سهم التوفيق ، رامياً للمرمى الدقيق عن قوس التحقيق ، واتّسع المضيق ، وهدر الفتيق (١) ، وأنت راسب في غطمطم الضيق ، مرتطم في يمّ التعويق ، أما أن لك أن تفيق ، فما لي أراك كلّما أراك دليل الإدراك بشراك ، وشراك من اشراك الأشراك ، تقهقرت إلى وراك ، فقد ومن سواك إرداك خبث الإدراك ، وما أدراك فلعلّك علّك نسيم الأزهار وغشاك ، أم غشاك عظيم الأنوار فأعشاك ، فوقعت من هناك في هاوية هواك ، فأين هذا من ذاك ، إنّ طريقك عكس قصدك ، وقَدْحُك ليس من زندك ، يا ويلك أتروم دخول الجنان بغير الإيمان ، وترجو الأمان من النيران بدون شفاعة صفوة آل عدنان ، أم تدّعي الموالاة بغير علامات ، أين بذل المهج في هواهم ، أين صرف الأعمار في عزاهم ، أم تقول ما بلغك مصابهم المهول ، ولا طرقك رزؤهم الثقيل ، بلى والله بلغك وتلاهيت ورأيته وتعاميت ، فما أحراك بما قيل : « من لم يحرّكه الربيع وأزهاره ، والعود وأوتاره فقد فسد مزاجه وامتنع علاجه ، ولم ينفع مسموع إذا لم يك مطبوع » ، ولله درّ من قال من الرجال الأبدال :
يا نفس لو أدركت حظّاً وافراً |
|
|
|
لنهاك عن فعل القبيح نهاك |
|
__________________
(١) الفتيق : الفصيح الحادّ اللسان ، والصُبح المُشرِق. ( المعجم الوسيط ).