المصرع الثالث عشر
وهو مصرع الصادق عليهالسلام
ما لي أرى أرباب الإيمان في غفلة ساهين ، وأصحاب الأديان عمّا يراد بهم غافلين ، وبزهوة دني الدنيا لاهين ، وعلى نمارق غرورها متّكئين ، وفي سرر بهجتها راقدين ، ولمعانقة خودها (١) طالبين ، وعن سلوك مناهج الآخرة قاعدين ، وفي السعي لتحصيلها متوانين ، وعن نعيمها الدائم عمين ؟!
ما هذا شأن العاقلين ، ولا من عادة العارفين ، ويحهم أما كانوا بالنصوص سامعين ، أم سمعوا وما كانوا موقنين ، فأقسم بديّان الدين وبارئ الخلائق أجمعين ، إنّهم عن ذلك لمسؤولون ، وعلى القطمير والقنطار لمحاسبون ، وإنّهم إلى الآخرة لصائرون ، وبالعبور على جسر جهنّم لمكلّفون.
فتزوّدوا أيها المسافر ، فالطريق بعيد ، وتفقّه أيّها المتاجر لئلاّ ترتطم في بحار التفنيد ، وانظر بعين بصيرتك تكن بصيراً ، وصفّ مورد سريرتك تكن محبوراً ، واكتم أيّها العاشق فمحبوبك كتوم ، ومت بهواك أيّها الوامق فالرقيب نموم ، وخذ قول النبي المجيد ، واقتد بالعاشق الوحيد ، فقد أوضح لك الطريق ، وأوقفك على جادة التحقيق ، بقوله في كلامه المرويّ في صحيح الأسانيد : « من عشق فكتم فمات فهو شهيد » (٢).
__________________
(١) الخود : الشابّة الناعمة الحسنة الخَلْق ، جمعه خُود وخَودات.
(٢) تاريخ بغداد : ١١ : ٢٩٧ عن ابن عبّاس ، وفيه : « وعفّ فمات ».
كنز العمّال : ٣ : ٣٧٢ / ٦٩٩٩ عن عائشة ، وح ٧٠٠٠ خطيب عن ابن عباس ، و ٤ : ٤٢٠ / ١١٢٠٣ خطيب عن ابن عبّاس.