المصرع التاسع
من مصارع الحسين عليهالسلام
ضعوا أقدام التوكّل في ركاب اليقين ، واثنوا أعنّة التأمل على قرابيس الحقيقة والتعيين ، وامتشقوا لوامع الثكل من أجفان الأسف والتهوين ، وأسرعوا وثبة الوجل واستحضروا نوائي الحنين ، وأغرخوا شكائم النياحة والزجل في مضامير الوصب والأنين ، وتصوّروا أقدام الغطارفة الكمّل والأماجد الميامين ، على مشتبكات الوشيج الأسل والتثام كلّ باتر سنين وشاركوهم في المقام الأنبل والمسكن الأمين ، فلقد والله فازوا بغاية الأمل ، وجادوا بالنفيس الثمين ، تجرّعوا كاساة حرارة النكل فبردت غللهم من ضرام التوهين ، وصبروا على اقتحام لجج الخوف والوجل ، واطمأنّوا في القرار المكين ، ولله درّ من قال من الأبدال ولقد أجاد :
قوم كأوّلهم في الفضل آخرهم |
|
والفضل أن يتساوى البدء والعقب |
فمنذر مصطفىً بالوحي منتجب |
|
ومرتضى مجتبى بالهدي منتخب |
الواهبون لدى البأساء ما وجدوا |
|
والطالبون بصدر الرمح ما طلبوا |
والمدركون إذا ما أزمة بخلت |
|
بصرفها وتخلّت عندها الصحب |
وكم لهم حين جدّ الخطب من قدم |
|
رست عُلاً والجبال القود تضطرب |
ولا كيومهم في كربلاء وقد |
|
جدّ البلا وارجحنّت عندها الكرب |
وفتية وردوا ماء المنون بها |
|
ورد المضاضة ظمآن الحشا سغب |
من كلّ أبيض وضّاح الجبين له |
|
نوران من جانبيه الفضل والنسب |
تجلو العفاة لهم تحت القنا غرراً |
|
تلاعب البيض فيها والقنا السلب |