أمة ! أميّة أن تعلو لها شرف |
|
ويصبح الرأس مخدوماً له الذنب |
ودون ما يممّت هند وجارتها |
|
هند السيوف وحرب دونه الحرب |
جاءت ليستعبد الحرّ اللئيم وفي |
|
عود العلا عند عجم الضيم مضطرب |
فشمّرت للوغى فرسانها طرباً |
|
وامتاز بالسبك عن ما دونها الذهب |
روي في كتاب « الملهوف على قتلى الطفوف » : أنّه لمّا استشهد الحرّ رضياللهعنه برز من بعده برير بن خضير الهمداني ، فلمّا حاذ الحسين عليهالسلام قال : السلام عليك يا ابن رسول الله ، أستودعك الله.
فأجابه الحسين : « وعليك السلام ، ونحن خلفك ». وقرأ عليهالسلام : ( فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) (١).
ثمّ نادى برير : اقتربوا منّي يا قتلة المؤمنين ، اقتربوا منّي يا قتلة أولاد البدريّين ، اقتربوا منّي يا قتلة أولاد رسول ربّ العالمين وذريّته الباقين.
وكان برير زاهداً عابداً ، وكان أقرأ أهل زمانه ، فحمل على القوم وهو يقول :
أنا برير وأبو خضير |
|
ليث يروع الأسد عن الزير |
يعرف فينا الخير أهل الخير |
|
ذلك فعل الخير من برير |
فلم يزل يقاتل حتّى قتل عشرين فارساً وثلاثين راجلاً ، فخرج إليه يزيد بن معقل واتّفقا على المباهلة إلى الله تعالى بأن يلعن الكاذب منهما وأن يقتل المحقّ المبطل منهما ، فتلاقيا فقتله برير وقتل معه عدّة من الرجال ، فتكاثروا عليه فقتلوه رحمة الله عليه ، فلمّا قتل برير عظم ذلك على الحسين عليهالسلام (٢).
قال : فخرج من بعده وهب بن حباب الكلبي ، فأحسن في الجلاد وبالغ في الجهاد ، وكانت امرأته ووالدته معه ، فقالت له أمّه : جاهد بين يدي ابن بنت
__________________
(١) سورة الأحزاب : ٣٣ : ٢٣.
(٢) رواه السيّد مختصراً في الملهوف : ص ١٦٠.
ورواه الطبري في تاريخه : ٥ : ٤٣٢ مع إضافات ، وابن الأثير في الكامل : ٤ : ٦٦ ، والمجلسي في البحار : ٤٥ : ١٥.