المصرع السابع عشر
وهو مصرع الإمام الهمام عليّ الهادي صلوات الله عليه
اجلوا طخياء ليالي الشكوك بنبراس التسليم ، واهتدوا في فلوات السلوك بلامع التفهيم ، وسيحوا في مهامة الفكرة فالنظر دقيق ، وتدرّعوا بدروع العزلة فالمحبوب رفيق ، وتتوّجوا بتيجان القناعة فالطامع ذليل ، وتمنطقوا بمناطق الطاعة فالوزر ثقيل ، وأحيوا ميت القلوب بتلاوة الأذكار ، وزيّنوا قامة الجنوب بعبادة الأسحار ، وأعدّوا رواحل السير فقد لاح الطريق ، واملأوا حقائب الميرة فقد حصل دليل التوفيق ، وطهّروا دنس العقائد بقراح الإنقياد ، واستعدّوا لهاتيك الشدائد المركب والزاد ، واعلموا أنّ الحاكم عدل لا يظلم في الأحكام ، والصراط دقيق لا تثبت عليه الأقدام ، والقسطاس مبين لا يعتريه التغيير ، والشاهد أمين لا يغادر صغيراً ولا كبيراً ، فأمسكوا أزمّة الولا ، واقتدوا بأشراف الملا ، فإنّهم قد جانبوا لذّات الحياة ، وطلقوا أبكار البهجة والمسرّات ، وصبروا على الأذى في محبوبهم ، وأمروا بالتحمّل في مسنونهم ومندوبهم ، فالولاء بدون التسليم كذب وبهتان ، والوداد بغير المواساة زور وخسران.
إذا كنت تهوي القوم فاسلك طريقهم |
|
فما وصلوا إلاّ بقطع العلائق |
فانتبه أيّها الراقد من سنة غفلتك ، وانهج أيّها السالك طريق أئمتك ، فهم والله أنوار الهداية السافرة ، والقرى المباركة الظاهرة ، المأمور باتّباعهم في صريح القرآن ، والمحثوث على موالاتهم في الذكر والبيان ، بهم يدرك المطلوب ، وقربهم قرب المحبوب.
خليليّ عوجا بي على الركب عوجة |
|
عسى يشتفي فيها السقيم المعذّب |
ولو لم يكن إلاّ بتعريس ساعة |
|
لماماً نؤدي بعض فرض ونندب |