مئتين وعشرين من الهجرة.
ودفن ببغداد بمقابر قريش ، صلوات الله وسلامه عليه ، ولعنة الله على قاتله (١).
فالويل لحزب الشيطان ، وأولياء الكفر والعدوان ، كيف حملهم ذلك البغض والشنآن ، على إهلاك خلفاء الملك الديّان ، فعرّضوهم للقتل والحدثان ، وأزهقوا منهم النفوس والجنان ، وتتّبعوهم في السرّ والإعلان ، وضيّقوا عليهم الفسيح من المكان ، يبكي عليهم العلم والبيان ، ويندبهم الحلم والتبيان ، وتنوح عليهم محجّبات الأذكار ومخبيّات الأوراد في دجنة الأسحار ، وتتلهّف المنابر لفقد تلك المواعظ ، وتأسف المحاضر لخلوّها من الواعظ واللافظ ، فعلى رزئهم الفادح ومصابهم القادح فلتطلق أوكية الدموع ، وتطلّق أبكار الهجوع ، أو لا تكونون أيها المحبون ، والشيعة المخلصون ، كمن تذكّر ما جرى عليهم ، وحلّ من الأرزاء ليديهم ، فرثاهم بما سمحت به النفوس من الأشعار ، وندبهم بما صوّرته القرائح من المراثي والأذكار ، وهو من الشيعة الأخيار.
__________________
(١) ورواه الحسين بن عبد الوهاب في عيون المعجزات : ص ١٣٢ ، وعنه المجلسي في البحار : ٥٠ : ١٦ ح ٢٦.