المصرع الحادي عشر
وهو مصرع الإمام الهمام زين العابدين علي بن الحسين عليهماالسلام
اعلموا يا أهل العقول الصافية ، وذوي الآذان الواعية ، إنّ الله خلق ألف صنف من الخلق وكرّم بني آدم على سائر من خلق ، وأخدمهم الملائكة ، وسخّر لهم السماوات والأرض ، وفضّل الرجال على النساء (١) وأكرمهم بالإسلام ، وفضّل الإسلام على سائر الأديان ، وشرّفه بمحمّد صلىاللهعليهوآله ، وفضّل محمّداً على جميع الأنبياء بوصيّه علي ، وفضّله على سائر الأوصياء بعترته ، وجعل حبّهم كمال الدين وعين اليقين.
ثمّ إنّه جعل الخلائق عشرة أجزاء ، منهم جزء واحد الإنس وتسعة شياطين ومردة ، وجعل الإنس خمسة وعشرين صنفاً (٢) ، فمن ذلك الروم والصقالبة والعبس والزنج والترك والعرعر والكتمان ، والكلّ كفّار ، وبقي جزء الإسلام وهو صنف واحد ، وقد افترق على ثلاث وسبعين فرقة اثنان وسبعون منها هالكة وهم أهل البدع والضلال ، وفرقة واحدة ناجية وهم أهل الصلاح ، وهي الفرقة الّتي اتّبعت منهج نبيّها بعده ، وهو المنهج الذي سلكه أهل بيته وعترته ، ولا شكّ أنّكم هم ، فأنتم الطيّبون ، والشيعة الأنجبون ، وأنتم الصالحون ، لأنّكم اتّبعتم طريق نبيّكم الواضح ، واهتديتم بعلم عترته اللائح ، فأبشروا فهم أدلاّئكم على الخير
__________________
(١) هذا حسب فهم المصنف ، قال الله تعالى : ( وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللهَ مِن فَضْلِهِ ) : ٣٢ / النساء : ٤ ، فالتفضيل هو بحسب متطلّبات حاجة الخلق ، ولا يترتّب عليه فضل عند الله ، بل كلّ نفسٍ بما كسبت رهينة ، وأن ليس للإنسان ما سعى ( وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ) : ١٢٤ / النساء : ٤.
(٢) وهذا التصنيف أيضاً غير صحيح ويأباه القرآن والرسول وأهل بيته.