كم له شمس حكمة تتمنّى |
|
غرّة الشمس أن تكون سماها |
كم له من روائح وغواد |
|
مدد الفيض كان من مبتداها |
وروى في الكتاب المذكور عن ابن أرومة قال : خرجت إلى سرّ من رأى أيّام المتوكّل فدخلت إلى سعيد الحاجب وقد دفع المتوكّل إليه أبا الحسن عليهالسلام ليقتله ، فقال لي سعيد : أتحبّ أن ترى الٰهك ؟
فقلت : سبحان الله ، إنّ إلهي لا تدركه الأبصار !
فقال : إنّما عنيت الّذي تسمّونه إمامكم.
قلت : ما أكره ذلك.
فقال لي : إنّه قد أمرني المتوكّل بقتله ، وأنا فاعل ، فادخل على البريد.
قال : فقمت ودخلت على سيّدي وإذا هو جالس (١) هناك وإلى جنبه قبر محفور ، فسلّمت عليه وبكيت بكاءاً عالياً ، فقال عليهالسلام لي : « ما يبكيك » ؟
قلت : ما أرى.
قال : « لا تبك ، إنّه لا يتمّ لهم ما أرادوا ، ولا يلبث (٢) أكثر من يومين حتّى يسفك الله دمه ودم صاحبه ».
فوالله ما مضى غير يومين حتّى قتل (٣).
وروي فيه أيضاً عن أبي هاشم الجعفري قال : ظهر برجل من أهل سرّ من رأى برص ، فتنغّص عيشه ، فأشار عليه أبو علي الفهري بالتعرّض لأبي الحسن وأن يسأله الدعاء ، فجلس له يوماً على طريقه ، فلمّا رآه قام إليه ، قال عليهالسلام له : « تنحّ عافاك الله ، تنحّ عافاك الله ، تنحّ عافاك الله » ، وأشار بيده إليه ثلاث مرّات ، فانخزل ولم يجسر أن يدنو منه ، فانصرف ولقي أبا علي الفهري فأعلمه بذلك ، قال
__________________
(١) في المصدر : « فإذا خرج صاحب البريد فأدخل عليه فخرج ودخلت وهو جالس ».
(٢) في المصدر : « لا تبك ، إنّه لا يتمّ له ذلك وإنّه لا يلبث ».
(٣) كشف الغمّة : ٣ : ١٨٤ مع اختلاف في بعض الألفاظ.