وأمّا مسقط رأس المصنّف أعني بلاد البحرين والأحساء والقطيف وما والاها ، فقد اعتنقت الإسلام رغبة وطوعاً منذ القرن الأوّل الهجري وفي حياة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأقامت ثاني صلاة جمعة بعد صلاة الجمعة في المدينة المنوّرة ، ومسجدها في جواثى هو ثالث مساجد الإسلام ، وكان غالبيّة سكّانها آنذاك من عشيرة عبد القيس الّتي ورد عنها في الحديث النبويّ الشريف : « اللهمّ اغفر لعبد القيس » ، وقد كان لهذه البلاد وعبد القيس وربيعة دور ريادي في نشر الإسلام والتمسّك بالقرآن وأهل البيت بدءاً من حياة الرسول صلىاللهعليهوآله وإلى يومنا هذا.
وبرز منها في القرن الأوّل أعلام جهابذة مثل زيد بن صوحان العبدي وصعصعة بن صوحان العبدي وحكيم بن جبلة العبدي وغيرهم ، وكان لهؤلاء مواقف مشرفة في مواجهة الناكثين والقاسطين والمارقين ، ورثى أمير المؤمنين شهداءهم في وقعة البصرة بعد ما غدر بهم الناكثون ، بقوله :
يا لهفتيّاه على ربيعة |
|
ربيعة السامعة المطيعة |
||
|
نبئتها كانت بها الوقيعة |
|
||
وفي القرن الثاني كان منها محدثين وشعراء مثل سفيان بن مصعب ويحيى بن بلال وغيرهما حتّى قال الإمام جعفر الصادق عليهالسلام في سفيان : « علّموا أولادكم شعر العبدي ، فإنّه على دين الله ».
وفي كتاب أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والأحساء والبحرين للشيخ علي البلادي البحراني : ص ٤٥ نقلاً عن كشكول الشيخ بهاء الدين العاملي وغيره أنّ والده العالم الفقيه الشيخ حسين بن عبد الصمد كان في مكّة المشرّفة قاصداً الجوار فيها إلى أن يموت ، وأنّه رأى في المنام أنّ القيامة قد قامت وجاء الأمر من الله تعالى بأن ترفع أرض البحرين وما فيها إلى الجنّة ، فلمّا رأى هذه الرؤيا رجع عن مكّة وجاء إلى البحرين ، فكان مشتغلاً بالتدريس والتصنيف والعبادة والتأليف في قرية المصلّى إلى أن توفّي بها سنة ٩٨٤.
وعلى أيّة حال فهذه البلاد كانت ولا تزال من القلاع الحصينة في الدفاع عن