وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَهُمْ جيراني ، وَلَوْلا اَنْتَ ـ يا عَلِيُّ ـ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُ (١) بَعْدي».
وَكانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ ، وَنُوراً مِنَ الْعَمى ، وَحَبْلَ اللهِ الْمَتينَ ، وَصِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ.
لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ ، وَلا بِسابِقَةٍ في دينٍ ، وَلا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَآلِهِما ، وَيُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ ، وَلا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ.
قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ ، وَقَتَلَ اَبْطالَهُمْ ، وَناهَسَ ذُؤْبانَهُمْ ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَخَيْبَرِيَّةً وَحُنَيْنِيَّةً وَغَيْرَهُنَّ ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ ، وَاَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَالْقاسِطينَ وَالْمارِقينَ.
وَلَمّا قَضى نَحْبَهُ وَقَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الْاَوَّلينَ ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ ـ صلىاللهعليهوآله ـ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ ، وَالْاُمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ ، مُجْتَمِعَةٌ [عَلى] قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَاِقْصاءِ وُلْدِهِ ، اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ ، وَسُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَاُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ ، وَجَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ ، اِذْ كانَتِ الْاَرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ الصالِحينَ ، وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ.
وَسُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً ، وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَهُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الْاَطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَآلِهِما ـ فَلْيَبْكِ الْباكُونَ ، وَاِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ ، وَلِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ الدُّمُوعُ ، وَلْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ ، وَيَضِجَّ [الضّاجُّونَ] ، وَيَعِـجَّ الجازِعُون (٢).
اَيْنَ الْحَسَنُ ، اَيْنَ الْحُسَيْنُ؟ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ؟ صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ ، وَصادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ؟
اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ؟
اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ؟
اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ؟
اَيْنَ الْاَقْمارُ الْمُنيرَةُ؟
اَيْنَ الْاَنْجُمُ الزّاهِرَةُ؟
اَيْنَ اَعْلامُ (٣) الدّينِ ، وَقَواعِدُ الْعِلْمِ؟
__________________
١. خ. ل : المُؤمِنون (منه).
٢. در نسخه هاى مشهور : العاجّون.
٣. در اصل : علا.