الإسلاميّة التي صنّفها علماؤنا وفقهاؤنا إلى اليوم مشحونة بالبحوث الرجاليّة والسنديّة الدقيقة في كلّ مسألة أو فكرة يراد الاستناد فيها إلى رواية موجودة في المجاميع الحديثيّة لدى الشيعة ، وهذه من امتيازات المذهب الشيعي ، حيث إنّ باب الاجتهاد فيه لم يغلق ومستمر بتمام مراحله حتّى اليوم ، وفقهاؤنا متّفقون على أنّ وجود رواية في مجموعة حديثيّة كالكافي والفقيه والتهذيبين لا يجعلها صحيحة سنداً ولا مضمونه مسلّم عندهم ، وهذا واضح لدى عوام الشيعة فضلاً عن علمائهم ، فإذا كان المقصود إثبات هذا المعنى فتسميه ذلك بالقراءة الجديدة للتراث الشيعي وإلقاء التساؤلات على المراجع بتعابير استخفافيّة تهكّمية من قبيل (من يدّعون أنّهم مراجع ومن درس عندهم تسعون وسبعون وستون سنة) ، وطرح التشكيك في معتقدات الشيعة والمطالبة بالبحث العلمي فيها وأنّه (قل هاتوا برهانكم) ثمّ دعوى أنّ الكثير من الموروث الشيعي متلقى عن كعب الأحبار ومن اليهوديّة والنصرانيّة والمجوسيّة كلّ هذا الكلام الفارغ ليس إلّا هراءً