هذا الدعاء [الدعاء الرابع] زائد في النسخ المعتبرة بأسرها ، وليس في نسخة الشهيد.
(١) قوله عليه السلام : فلا تنس لهم
النسيان بكسر النون خلاف الذكر والحفظ ، ورجل نسيان بفتح النون أي : كثير النسيان. والنسيان بالكسر أيضاً الترك ، ومنه قوله تعالى في التنزيل الكريم : (وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) (١).
فإذا ريم بالنسيان هنا هذا المعنى الأخير فالأمر جليّ ، وإن اُريد به المعنى الأوّل ارتكب البناء على صيغة المشاكلة. أي : لا تعاملهم معاملة الناسين ولهم فيما تركوا لك وفيك.
(٢) قوله عليه السلام : حاشوا
أي : جمعوا وضمّوا ، والحشى ما ضمّت عليه الضلوع ، قاله الجوهري (٢) وغيره.
(٣) قوله عليه السلام : ومن كثرت في إعزاز دينك
يجوز عطفه على ضمير الجمع وأشكرهم. أي : وشكر من كثرت في إعزاز دينك من مظلومهم ، على أن يكون مظلومهم متعلّقاً بالتكثير في كثرت.
والمعنى : من كثرت مظلومهم في إعزاز دينك. ويحتمل أيضاً حينئذ أن يكون «من» بيانيّة لتبيين «من». والتقدير من كثرتهم من مظلومي الدعاة إليك مع رسولك في إعزاز دينك ، والحاصل تكثير إصابة الظلم إيّاهم في سبيل دينك.
__________________
١. سورة البقرة : ٢٣٧.
٢. الصحاح : ٦ / ٢٣١٣.