بل الصحيح أنّ أوّل من صنّف فيه أمير المؤمنين عليه السلام ، جمع كتاب الله جلّ جلاله ، ثمّ سلمان الفارسي رضي الله عنه ، ثمّ أبو ذرّ الغفاري رحمة الله عليه ، ثمّ أصبغ بن نباتة ، ثمّ عبد الله بن أبي رافع ، ثمّ الصحيفة الكاملة عن زين العابدين عليه السلام. (١)
(١٥) قوله : أملاه عليه
الإملاء على الكاتب ، وتصاريفه في أملا عليّ (٢) وأمليت عليه مثلاً ، أصله إملال ، وأملّ وأمللت من المضاعف ، فقلبت اللام للأخيرة ياءاً ، كما في التظنّي والتقصّي وتصاريفهما ، وهذا القلب في لغة العرب شايع ، وعلى الأصل في التنزيل الحكيم ، (وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ) (٣). فأمّا الإملاء بمعنى الإمهال في : (فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ) (٤) أي : أمهلتهم ، و (وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) (٥) أي : أمهلهم.
والإملاء بمعنى التوسعة في أمليت للبعير في قيده ، أي : وسّعت له ، فليس الأمر فيهما على هذا السبيل ، فإنّهما من الناقص لا من المضاعف ، فالأوّل من الملاوة والملوءة ، وهما المدّة والزمان ، والثاني من الملاء وهو المتّسع من الأرض.
على ما قد تلونا عليك فخذ ما آتيناك بفضل الله ، واستقم وتحفّظ ، ولا تكن من الغافلين.
(١٦) قوله : صحيفة من الدعاء الكامل
دعاء الصحيفة المكرّمة السجّاديّة ، يلقّب بـ«زبور آل محمّد عليهم السلام» ذكر لك محمّد بن شهر آشوب ـ رحمه الله ـ في معالم العلماء ، في ترجمة المتوكّل بن عمر بن المتوكّل ، يروي عن يحيى بن زيد بن علي دعاء الصحيفة ، ويلقّب بـ«زبور آل محمّد عليهم السلام».
وقال في ترجمة يحيى بن علي بن محمّد الحسيني الرقّ : يروي عن الصادق عليه السلام الدعاء
__________________
١. معالم العلماء : ٢.
٢. في «ط» وأملى عليّ.
٣. سورة البقرة : ٢٨٢.
٤. سورة الحجّ : ٤٤.
٥. سورة الأعراف : ١٨٣ ، وسورة القلم : ٤٥.