والعجلة من الخطّ والغلط والتعدّي والشطط.
قال العلّامة الزمخشري في أساس البلاغة : تخطّأت بالمسألة وفي المسألة أي : تصدّيت له طالباً لخطئه. وتخاطأته النبل : تجاوزته. وناقتك هذه من المتخطّئات [الجيف] ، أي : تمضي لقوّتها وتخلف وراءها التي سقطت من الحسري. وخطأت القدر بزبدها عند الغليان : قذفت به. (١)
وفي القاموس : وخطأت القدر بزبدها كمنع رمت تخطأه. (٢)
وتخطّاه وأخطأه : أي : تجاوزه ، ومنه في الحديث : «ما أصابك لم يكن ليتخطّاك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك».
قال الراغب في المفردات : وجملة الأمر أنّ من أراد شيئاً واتّفق منه غيره يقال : أخطأ ، وإن وقع منه كما أراده يقال : أصاب ، ولمن فعل فعلاً لا يحسن أو أراد إرادة لا تجمل يقال : أخطأ. ولهذا يقال : أصاب الخطأ وأخطأ الصواب. وأصاب الصواب وأخطأ الخطأ. وهذه اللفظة مشتركة كما ترى متردّدة بين معاني يجب لمن يتحرّى الحقائق أن يتأمّلها. انتهى. (٣)
الثاني : أصله من المعتلّ لا من المهموز ، فالهمزة منقلبة عن حرف العلّة لا أصليّة ، وثمرتها التنبيه على تضمين معنى الخطأ. والمعنى : يتخطّأ إليه بأيّام عمره متخطّياً ، أي : من غير تعمّد وقصد.
وقول الجوهري في الصحاح : خطي عنك السوء ، أي : دفع واُميط ، وخطوت واختطيت بمعنى ، واختطيت غيري إذا حملته على أن يخطو ، وتخطّيته إذا تجاوزته ، يقال : تخطّيت رقاب الناس وتخطّيت إلى كذا ، ولا تقل تخطّأت بالهمز. (٤)
معناه : إذا بنيت التفعّل من الخطوة ، وهي ما بين القدمين ، فاعتبره في الأصل من المعتلّ ولا تعتبره من المهموز ، فالهمزة فيه ليس يصحّ بحسب الأصل ، بل إنّما هو من حيث الابدال
__________________
١. أساس البلاغة : ١٦٧.
٢. القاموس : ١ / ١٤.
٣. مفردات الراغب : ١٥١.
٤. الصحاح : ٦ / ٢٣٢٨.