التفسير والبيان :
أخبر الله تعالى عن كليمه موسى بن عمران عليهالسلام حينما ذكّر قومه بنعم الله عليهم في جمعه لهم بين خيري الدنيا والآخرة لو استقاموا على طريق الاستقامة. فقال : واذكر يا محمد لبني إسرائيل وسائر الناس الذين تبلغهم دعوتك حين قال موسى لقومه بعد أن أنقذهم من ظلم فرعون وقومه : تذكروا نعما ثلاثا :
١ ـ تذكروا نعمة الله عليكم بتتابع الأنبياء فيكم من لدن أبيكم إبراهيم إلى من بعده ، حتى ختموا بعيسى عليهالسلام ، ثم أوحى الله إلى خاتم النبيين من ولد إسماعيل بن إبراهيم ، وبنو إسرائيل من نسل يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، وكان جميع أنبيائهم من بعد موسى يحكمون بالتوراة.
ومن المعلوم : أن النبوة : هي الإخبار ببعض الأمور الغيبية التي تقع في المستقبل بوحي أو إلهام من الله عزوجل. والخلاصة : أنه لم يبعث في أمة ما بعث في بني إسرائيل من الأنبياء.
٢ ـ وجعلكم ملوكا ، أي أحرارا بعد أن كنتم مملوكين في أيدي القبط ، فأنقذكم الله ، فسمى إنقاذكم ملكا. وقيل : الملك : هو من له مسكن وخادم ، وقيل : من له مال لا يحتاج معه إلى تكلف الأعمال وتحمل المشاق. والخلاصة : أنهم أحرار عندهم ما يكفيهم من زوجة وخادم ودار ، بدليل ما رواه أبو داود عن أبي سعيد الخدري مرفوعا : «كان بنو إسرائيل إذا كان لأحدهم خادم ودابة وامرأة كتب ملكا» وروى أبو داود أيضا عن زيد بن أسلم : «من كان له بيت وخادم فهو ملك» وعرف اليوم يؤيد هذا ، فيقال للمخدوم المالك مسكنه الهانئ في معيشته : «ملك زمانه».
٣ ـ وآتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين : عالمي زمانهم ، من فلق البحر ،