الرحم» وفي حديث آخر رواه الترمذي عن عائشة : «أسرع الخير ثوابا البر وصلة الرحم ، وأسرع الشر عقابا البغي وقطيعة الرحم» «ثنتان يعجلهما الله في الدنيا : البغي وعقوق الوالدين».
وأما في الآخرة فالجزاء المحقق على البغي في النار ، وهذا ما أفاده قوله تعالى : (ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُكُمْ ...) أي إن مصيركم ومآلكم إلينا يوم القيامة ، يوم الفصل والجزاء ، فنخبركم بجميع أعمالكم ، ونوفيكم إياها ، ونجازيكم عليها الجزاء الأوفى المناسب ، بسبب ما كنتم تعملون ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه. وفي هذا تهديد كاف ووعيد شاف.
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى ما يلي :
١ ـ إن مقابلة النعمة الإلهية بالجحود والإنكار ، والتكذيب بآيات الله ، مرصود رصدا تاما عند الله ، والملائكة الحفظة تدون كل شيء ، ثم يحاسب الله تعالى كل إنسان على ما قدم وأخر.
٢ ـ إن الفضل في إنقاذ الإنسان ونجاته من ألوان المخاطر والشدائد والأهوال هو لله تعالى وحده.
٣ ـ دلت هذه الآية على ركوب البحر مطلقا ، وأكدت السنة ذلك ، مثل حديث أنس في قصة أم حرام ، الذي يدل على جواز ركوبه في الجهاد. ودلت هذه الآية أيضا على أن سير العباد في البحر من الله تعالى وتوفيقه.
٤ ـ الكفار شأنهم نكث العهد وعدم الوفاء بالوعد ، فبالرغم مما قد يتعرضون له من مخاطر الغرق ، تراهم ينسون ذلك ، ويعودون إلى الفساد في الأرض بالمعاصي ، والبغي : الفساد والشرك ، وهو أشنع أنواع الظلم.