الثالثة ـ قوله تعالى (لِمَنْ نُرِيدُ) يدل على أنه لا يحصل الفوز بالدنيا لكل أحد ، بل كثير من الكفار والضلال يطلبون الدنيا ، ويبقون محرومين منها ومن الدين ، وفي هذا زجر عظيم لهم ، فهم الأخسرون أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
٥ ـ إن قبول الأعمال عند الله مشروط بشرائط ثلاث : الإيمان الصحيح ، والنية الطيبة الحسنة ، والعمل الصالح الذي يرضي الله تعالى.
٦ ـ إن رزق الله وعطاءه مكفول لكل إنسان بشرط السعي والعمل ، وليس الرزق محظورا عن أحد من المؤمنين والكفار.
٧ ـ ليس الرزق معطي بدرجة متساوية ونسبة واحدة ، وإنما هناك تفاوت في الأرزاق ، لا يرتبط ذلك بالإيمان والكفر ، وإنما يقسمه الله تعالى بين الخلائق على وفق ما يراه من الحكمة والمصلحة.
٨ ـ إن التفاوت في الدركات للكفار والفساق في نار جهنم وفي الدرجات للمؤمنين الأخيار الأتقياء في الجنة أشد بكثير من التفاوت في الدنيا ، فالجنة مثلا مائة درجة ، ما بين كل درجة ودرجة كما بين السماء والأرض.
أصول تنظيم المجتمع المسلم
التوحيد أساس الإيمان وترابط الأسرة المسلمة دعامة المجتمع
(لا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً (٢٢) وَقَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً (٢٣) وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً (٢٤) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي نُفُوسِكُمْ