وفلان يتعصّب لقومه. ونبض منه عِرْقُ العصَبيّة. ولحم عَصِبٌ : صُلبٌ كثير العصَب. والأمور تُعْصب برأسه ؛ وقال النّابغة :
حتى تراءَوه مَعصُوباً بلِمّتِه |
|
نَقْعُ القنابل في عِرنينِه شَمَمُ |
عصر ـ كلُّ نفسٍ طريدةُ عَصْرَيها ؛ قال المتلمّس :
ولن يلبث العَصْران يوْمٌ وليلةٌ |
|
إذا طَلَبا أن يُدرِكا ما تَيَمّمَا |
وما فعلتُ ذلك عُصْراً ولعُصْرٍ أي في وقته. ونام فلان ولم ينم عُصْراً ولعُصْرٍ أي في وقت نومٍ. وتقول : مُنبّه بن سعد بن قيْس عَيْلان عصّره قولُه :
أعُمَير إنّ أباكَ غيّر رأسَهُ |
|
مرُّ اللّيالي واختلافُ الأعصُر |
فكان يلقَّب بأعصُر بن سعد لهذا البيت. وهذا أمر قد تعصّرتُ الشبيبةَ به وبلغتُ الأشُدّ عليه. وشرِب عُصارة العنب وعُصارَه ؛ قال الأخطلُ :
حتى إذا ما أنضَجتْهُ شمسُهُ |
|
وأنَى فليسَ عُصارُه كعُصاري |
ومن المجاز : أنا معصور اللّسان أي يابسه عطشاً. وولَدُ فلان عُصارة كَرمٍ ومن عُصارات الكَرم. وفلان قد اشتفّ عُصارةَ أرضي أي أخذ غلّتها. وأعطاه شيئاً ثمّ اعتصرَه أي ارتجعه. وفي الحديث : «لا بأس أن يعتصِر الواهبُ ممّن وهبَ». ويقال للمستغزِر : المُعتصِر. وفلان منيع المعتصَر كريمُ المُعتَصَر أي منيع الملجإ كريم عند المسألة. ويقال : فلان عُصْرتي وعَصَري ومُعْتَصَري. واعتصرتُ به وعاصرتُه : لُذتُ به واستغثتُ. واعتصَرَ الغَصّانُ بالماء ؛ قال عَدِيّ :
كنتُ كالغَصّان بالماء اعتصاري
وتقول : وعدُه إعْصار ليس بعده إعصار ؛ من أعصرتِ السّحابة (وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً) ؛ وقال الشمّاخ :
إذا اجتهدا التّرويحَ مَدّا عَجاجَةً |
|
أعاصِيرَ ممّا تَستثيرُ خُطاهُما |
أراد الرّواحَ إلى بَيْضِهما يعني الظّليم والنّعامة. وجارية مُعْصِر من جَوارٍ معاصيرَ. وتعصَّر الرّجلُ : بكى ؛ قال جريرٌ :
إذا ذَكرَتْ لَيلى جُبَيراً تَعصّرَتْ |
|
وليسَ بشافٍ داءها أن تَعَصّرَا |
وعصَرَ الرّكضُ الفرسَ : عرّقه ؛ قال أبو النّجم :
يَعصِرُها الرّكضُ بِطَشٍّ يَهْطلُه
وعصر البارحُ العِيدانَ : أيبسها ؛ قال الأخطلُ :
شَرّقن إذ عصرَ العيدانَ بارحُها |
|
وأيبست غير مَجْرَى السُّنّة الخضر |
ومرّتْ ولذيلها عَصَرة أي غَبَرة من كثرة الطّيب.
عصف ـ ريح عاصِف ومُعْصِفة وهي أشدّ. ومن المستعار : عصَف بهم الدّهر ؛ قال عديّ :
ثمّ أضحوْا عصَفَ الدّهرُ بهم |
|
وكذاكَ الدّهرُ حالٌ بَعد حالْ |
وقال الأعشى :
في فَيلَقٍ شهباءَ مَلمومَةٍ |
|
تَعصِف بالدّارع والحاسِر |
وناقة ونعامة عَصوف ، وعصفتْ براكبها وأعصفتْ : شُبّهتْ بالرّيح في سرعة سَيْرها. ويقولون : إنّ سهمك لعاصف ، وإن سهامك لعُصَّف إذا صافتْ عن الغرض. ويقال للخَمْر إذا فاحت : إنّ لها عَصْفَةً : شُبّهت فَغْمَةُ ريحها بعصفة الريح. وصاروا كعَصْف الزّرع وهو حُطام التّبْن ودُقَاقه ، وكذلك العَصيفة والعُصافة. وتقول : عصف بهم الزّمانُ أشدَّ العصْف ، وجعلهم كمأكول العصْف.
عصفر ـ يقال للجائع : صاحت عصافيرُ بطنه. ووهب النُّعمانُ للنّابغة مائةً من عصافيره وهي نجائبُ كانت له انْتُهبَتْ يوم دَارَةِ مأسَلٍ ؛ قال ذو الرّمّة :
نجائب من ضرْبِ العصافير ضَرْبُها |
|
أخذنا أباها يومَ دارَةِ مأسل |