مناقشة المشركين في عقائدهم
(صلي الله عليه وآله وسلم وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (١) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ (٢) كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ (٣) وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ (٤) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ (٥) وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ (٦) ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلاَّ اخْتِلاقٌ (٧) أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ (٨) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (٩) أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ (١٠) جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ (١١))
الإعراب :
(صلي الله عليه وآله وسلم) قرئ «صاد» بسكون الدال وفتحها وكسرها بلا تنوين وبتنوين. فمن قرأ بالسكون فعلى الأصل ، لأن الأصل في حروف الهجاء البناء ، والأصل في البناء أن يكون على السكون. ومن قرأ بالفتح جعله اسما للسورة ، كأنه قال : اقرأ صاد. ومن قرأ بالكسر بغير تنوين فهو إما أمر من المصاداة وهي المقابلة ، أي قابل القرآن بعملك ، وإما بإعمال حرف القسم مع حذفه ، مثل : الله لأفعلن ، وفيه ضعف. ومن قرأ بالكسر مع التنوين شبهه بالأصوات التي تنون للفرق بين التعريف والتنكير ، مثل صه وصه.
(وَالْقُرْآنِ) مجرور على القسم وجوابه إما (إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ) وإما (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا) وإما (إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌ) وإما (كَمْ أَهْلَكْنا) وتقديره : لكم أهلكنا ، فحذفت اللام ، كما حذفت في قوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) [الشمس ٩١ / ٩] أي لقد أفلح.