٣ ـ توضح هذه السورة ما أجمل في السورة السابقة من أحوال المؤمنين وأحوال الكافرين في الدنيا والآخرة.
مشتملاتها :
موضوع هذه السورة كسائر السّور المكية في بيان أصول الاعتقاد : وهي التوحيد ، والوحي والنبوة ، وإثبات البعث والجزاء.
وقد تحدثت عن مغيبات ثلاثة : هي الملائكة ، والجنّ ، والبعث والجزاء في الآخرة ، فابتدأت بالكلام عن الملائكة الصّافات قوائمها أو أجنحتها في السماء استعدادا لتنفيذ أمر الله ، والزّاجرات السّحاب لتصريفه كيفما يشاء الله ، والذين أقسم الله بهم للدلالة على التوحيد وخلق السموات والأرض ، وتزيينها بالكواكب.
ثم أشارت إلى الجنّ ومطاردتهم بالشّهب الثاقبة المرصودة لهذا الغرض ، للرّدّ على المشركين الجاهليين الذين زعموا وجود نسب وقرابة بين الله تعالى وبين الجنّ ، وأبانت موقف المشركين من البعث وإنكاره وأحوالهم في الدنيا والآخرة ، وردت عليهم ردّا قاطعا حاسما بأنهم محشورون في زجرة صيحة واحدة وهم داخرون أذلة صاغرون وأنهم لا يفتنون إلا ذوي العقول الضعيفة ، وتوبيخهم على قولهم : الملائكة بنات الله ، وتنزيه الله عن ذلك.
وأبانت هذه السورة أيضا سوء أحوال الكافرين في القيامة ، وذكرتهم بالحوار الذي دار بينهم وبين المؤمنين في الدنيا ، ثم حسمت الأمر ببيان مآل كل من الفريقين ، حيث يخلد المؤمنون في الجنة التي وصف نعيمها ، ويخلد الكافرون في النار التي وصف جحيمها ، للعبرة والعظة وبيان العاقبة.
وناسب هذا الاستعراض التذكير الموجز بقصص بعض الأنبياء السابقين ،