إنكار الكفار يوم البعث وبيان أنه حق لا شك فيه
(وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٤٨) ما يَنْظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (٤٩) فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (٥٠) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (٥١) قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (٥٢) إِنْ كانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (٥٣) فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٥٤))
الإعراب :
(يَخِصِّمُونَ) الأصل : يختصمون بوزن «يفتعلون» فحذف حركة التاء ، ولم ينقلها إلى الخاء ، وأبدل من التاء صادا ، وأدغم الصادين ببعضهما ، وكسر الخاء لسكونها وسكون الصاد الأولى ، لأن الأصل في التقاء الساكنين الكسر. وقرئ (يَخِصِّمُونَ) بفتح الياء والخاء ، بنقل تتمة التاء إلى الخاء ، وقرئ أيضا (يَخِصِّمُونَ) بكسر الياء والخاء ، وقد كسر الياء اتباعا لكسرة الخاء ، والكسر للاتباع كثير في كلامهم ، مثل قسيّ وعصي وخفي. وقرئ «يخصمون» كيضربون ، أي يخصم بعضهم بعضا.
(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) الجار والمجرور في موضع رفع لقيامه مقام الفاعل (فَإِذا هُمْ) إذا هنا ظرفية للمفاجاة.
(يا وَيْلَنا) إما منادى مضاف ، فويل : هو المنادي ، ونا : هو المضاف إليه ، ونداء الويل كنداء الحسرة في قوله تعالى : (يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ). وإما أن يكون المنادي محذوفا ، و (وَيْلَنا) منصوب على المصدر ، كأنهم قالوا : يا هؤلاء ويلا لنا ، فلما أضيفت حذفت اللام الثانية.
(هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ) مبتدأ وخبر ، و (ما) مصدرية أو موصولة محذوفة العائد.