ولهم أيضا أزواج قاصرات الطّرف لا ينظرن إلى غيرهم ، وهنّ لدات أتراب على سنّ واحدة ، متساوين في الحسن والجمال والشباب ، بنات ثلاث وثلاثين سنة.
ثم ذكر الله تعالى أن هذا الموصوف بهذه الصفات هو الجزاء والثواب الذي وعد به المتقين ، ثم أخبر تعالى عن دوام هذا الثواب. وهذا دليل على أن نعيم الجنة لا ينقطع.
عقاب الطاغين الأشقياء
(هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (٥٥) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ (٥٦) هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (٥٧) وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ (٥٨) هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ (٥٩) قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا فَبِئْسَ الْقَرارُ (٦٠) قالُوا رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ (٦١) وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ (٦٢) أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ (٦٣) إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (٦٤))
الإعراب :
(هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ .. هذا) : خبر مبتدأ محذوف ، تقديره : الأمر هذا.
(هذا فَلْيَذُوقُوهُ .. هذا) يجوز فيه النصب والرفع ، أما النصب فبتقدير فعل يفسره (فَلْيَذُوقُوهُ) أي فليذوقوه هذا فليذوقوه ، والفاء زائدة في مذهب أبي الحسن الأخفش ، مثل: هذا زيد فاضرب. وأما الرفع : فهو على أنه مبتدأ ، وخبره : (حَمِيمٌ) ، و (فَلْيَذُوقُوهُ) اعتراض ، والفاء للتنبيه ، أو هو المخصوص بالذم ، أي بئس المهاد هذا المذكور ، أو مبتدأ وخبره (فَلْيَذُوقُوهُ) ويرفع (حَمِيمٌ) على تقدير (هو حميم) ، أو خبر مبتدأ ، تقديره : الأمر هذا ، ويرفع (حَمِيمٌ) على تقدير : هو حميم.