الرؤساء للأتباع : امضوا على ما كنتم فيه ، ولا تدخلوا في دين محمد صلي الله عليه وآله وسلم ، واثبتوا على عبادة آلهتكم المخصصة لكل قبيلة ، فإنما يريد محمد بما يقول الانقياد له ليعلو علينا ، ونكون له أتباعا ، فيتحكم فينا بما يريد ، فاحذروا أن تطيعوه.
٧ ـ أيدوا وثنيتهم بآخر الملل وهي النصرانية ، فإن النصارى يجعلون مع الله إلها ، وإن الدعوى إلى توحيد الإله ما هو في زعمهم إلا كذب وافتراء وتخرّص وابتداع على غير مثال.
٨ ـ إن شعورهم بالعزة والاستكبار دفعهم أيضا إلى إنكار اختصاص محمد صلي الله عليه وآله وسلم بإنزال القرآن عليه ونزول الوحي على قلبه ، دونهم ، وهم في رأيهم أحق بذلك ، لأنهم السادة والرؤساء والأشراف.
٩ ـ إن حقيقة أمرهم أنهم شكوا فيما أنزل الله تعالى على رسوله صلي الله عليه وآله وسلم ، هل هو من عنده أم لا؟ وكذلك اغتروا بطول الإمهال ، ولو ذاقوا عذاب الله على الشرك لزال عنهم الشك ، ولكن لا ينفع الإيمان حينئذ.
١٠ ـ عجيب أمر هؤلاء المشركين ، هل يملكون مفاتيح نعم الله ، فيمنعون محمدا صلي الله عليه وآله وسلم مما أنعم الله عزوجل به عليه من النبوة؟ فالله المالك للنعم يرسل من يشاء ، لأن خزائن السموات والأرض له.
وهل يملكون عالم السماء والأرض وما بينهما من المخلوقات ، فإن ادّعوا ذلك ، فليصعدوا إلى السموات ، وليمنعوا الملائكة من إنزال الوحي على محمد صلي الله عليه وآله وسلم.
١١ ـ ما هؤلاء الكفار إلا مجرد جند من الأحزاب مهزومون ، متحزبون في موضع تحزّبهم لقتال محمد صلي الله عليه وآله وسلم ، وذلك الموضع مكة ، وهم في النهاية أذلّة لا حجة لهم ، ولا قدرة لأن يصلوا إلى الاستيلاء على سلطان الله وملكه ، فيتصرفوا في الناس كيف يريدون.