فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى ما يأتي :
١ ـ كان الرد الحاسم على استعجال الكفار قيام الساعة استهزاء أنها تأتي فجأة كلمح البصر أو هي أقرب ، وتحدث بنفخة واحدة هي نفخة إسرافيل في وقت يختصم الناس في أمور دنياهم ، فيموتون في مكانهم. وهذه نفخة الصّعق.
٢ ـ من آثار الموت المفاجئ بتلك النفخة أنهم لا يتمكنون من العودة إلى ديارهم إذا كانوا خارجين منها ، ولا يستطيعون الإيصاء إلى غيرهم بما لهم وما عليهم. وقيل : لا يستطيع أن يوصي بعضهم بعضا بالتوبة ، بل يموتون في أسواقهم ومواضعهم.
٣ ـ ثم تأتي النفخة الثانية وهي نفخة البعث والنشور من القبور ، فهما نفختان ، لا ثلاث ، بدليل هذه الآية : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ، فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ). وروى المبارك بن فضالة عن الحسن البصري قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : «بين النفختين أربعون سنة ، الأولى يميت الله بها كل حيّ ، والأخرى يحيي الله بها كلّ ميت».
٤ ـ يتعجب أهل البعث ويذهلون ويفزعون مما يرون من شدائد الأهوال ، فيتساءلون عمن أخرجهم من قبورهم ، مفضلين عذاب القبر ، لأنه بالنسبة إلى ما بعده في الشدة كالرقاد.
٥ ـ النفخة الثانية أيضا وهي نفخة البعث والنشور سريعة جدا ، فإذا حدثت تجمّع الناس جميعا وحضروا مسرعين إلى لقاء ربهم للحساب والجزاء ، كما قال تعالى : (مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ) [القمر ٥٤ / ٨].
٦ ـ الحساب حق وعدل ، والجزاء قائم على العدل المطلق ، فلا ينقص من