أُمُّ الْكِتابِ) [آل عمران ٣ / ٧] والمعنى : أن سورة حم واقعة في الآيات المحكمة التي هي الأصل والأم.
٤ ـ إن اختيار المشركين دين الشرك لا يمنع من تذكيرهم ، ووعظهم ، وأمرهم ، ونهيهم ، لطفا من الله ورحمة بهم ، وقطعا لحجتهم بعدم البيان والتكليف.
٥ ـ إن عادة الأمم مع الأنبياء الذين يدعونهم إلى الدين الحق هو التكذيب والاستهزاء ، فلا داعي أيها الرسول وأتباعه للتأذي من أقوام ، بسبب إقدامهم على التكذيب والاستهزاء ، لأن المصيبة إذا عمّت خفّت.
٦ ـ إن عدد الأنبياء في البشر كثير ، فما أكثر ما أرسل الله من الأنبياء ، ولكن الله تعالى أهلك أقوامهم الذين كذبوهم واستهزءوا بهم ، بالرغم من أنهم كانوا أقوى من هؤلاء المشركين في أبدانهم وأتباعهم. ومضى مثلهم في الأمم الغابرة. والمثل : العقوبة أو السنّة أو الوصف والخبر ، أي سلفت عقوبتهم ، أو صفة الأولين بأنهم أهلكوا على كفرهم ، أو مضت سنة الله فيهم.
فإذا سلك كفار مكة وغيرهم في الكفر والتكذيب مسلك من كان قبلهم ، فليحذروا أن ينزل بهم من الخزي مثل ما نزل بهم ، فقد ضرب الله لهم مثلهم ، كما قال : (وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ) [الفرقان ٢٥ / ٣٩] (وَضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ) [إبراهيم ١٤ / ٤٥].