فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ (٢٣) قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (٢٤) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (٢٥))
الإعراب :
(مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً) أي من رجال عباده ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.
(ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ وَجْهُهُ) : إما اسم (ظَلَ) أو بدل من ضمير مقدر فيها مرفوع ، لأنه اسمها. و (مُسْوَدًّا) : خبرها ، (وَهُوَ كَظِيمٌ) : جملة اسمية في موضع نصب على الحال.
(أَمِ اتَّخَذَ .. أَمِ) : بمعنى بل والهمزة ، وتقديره : بل أأتخذ مما يخلق بنات ، ولا يجوز أن يكون بمعنى «بل» بغير همزة ، لأنه يؤدي التقدير إلى الكفر ، وهو : بل اتخذ بنات.
(أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ مَنْ) : إما في موضع نصب بتقدير فعل ، أي أجعلتم من ينشأ ، أو في موضع رفع ، لأنه مبتدأ ، وخبره محذوف أي كائن ، وهو قول الفراء.
البلاغة :
(إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ) تأكيد بإن واللام وصيغة المبالغة على وزن فعول وفعيل.
(أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ) أسلوب تهكمي يراد به التوبيخ ، والتقريع ، وبين لفظ «البنات» و «البنين» طباق.
المفردات اللغوية :
(وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً) أي جعل المشركون بعد ذلك الاعتراف بأن الله هو الخالق ، من عباده ولدا ، حيث قالوا : الملائكة بنات الله ، باعتبار أن الولد جزء من أبيه ، والملائكة من عباد الله تعالى (إِنَّ الْإِنْسانَ) قائل ما تقدم (لَكَفُورٌ مُبِينٌ) بالغ الكفر وظاهر الكفر.