(أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ) بين السر والنجوى طباق ، أي الخفاء والعلانية.
المفردات اللغوية :
(إِنَّ الْمُجْرِمِينَ) ذوي الجريمة الكبرى وهم الكفار الذين هم جعلوا في مقابل المؤمنين بالآيات (لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ) لا يخفف عنهم ، بجعل العذاب متقطعا على فترات (مُبْلِسُونَ) آيسون من النجاة ، حزينون من شدة اليأس ، من الإبلاس وهو الحزن الناشئ من شدة اليأس ، ويصاحبه عادة سكوت.
(مالِكُ) خازن النار (لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) ليمتنا ، أي سل ربك أن يقضي علينا ، من قضى عليه إذا أماته (ماكِثُونَ) مقيمون في العذاب دائما ، لا خلاص لكم بموت ولا غيره (لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِ) قال تعالى : لقد جئناكم يا أهل مكة بالحق الثابت على لسان الرسول (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً) بل أحكموا تدبير أمر في كيد النبي محمد وتكذيب الحق ورده ، ولم يقتصروا على كراهيته (فَإِنَّا مُبْرِمُونَ) محكمون كيدنا في إهلاكهم ومجازاتهم.
(سِرَّهُمْ) حديث الخفية مع النفس أو الغير في مكان (وَنَجْواهُمْ) تناجيهم فيما بينهم وهو ما يجهرون به بينهم (بَلى) نسمع ذلك (وَرُسُلُنا) والحفظة (لَدَيْهِمْ) عندهم ، ملازمون (يَكْتُبُونَ) ذلك.
سبب النزول :
نزول الآية (٧٩):
(أَمْ أَبْرَمُوا ..) قال مقاتل : نزلت في تدبيرهم في المكر به ـ بالنبي صلىاللهعليهوسلم ـ في دار الندوة.
نزول الآية (٨٠):
(أَمْ يَحْسَبُونَ ..) : أخرج ابن جرير الطبري عن محمد بن كعب القرظي قال : بينا ثلاثة بين الكعبة وأستارها : قرشيان وثقفي ، أو ثقفيان وقرشي ، فقال واحد منهم ، ترون الله يسمع كلامنا؟ فقال آخر : إذا جهرتم سمع ، وإذا أسررتم لم يسمع ، فأنزلت : (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ ...) الآية.