ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (٣٣) أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (٣٤) وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (٣٥) فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٣٦))
الإعراب :
(وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ فِيهِما) : أي في أحدهما ، فحذف المضاف ، كقوله تعالى : (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ) [الرحمن ٥٥ / ٢٢] أي من أحدهما ، فحذف المضاف.
(وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ .. فَبِما) : الفاء في جواب الشرط ، وقرئ بغير فاء ، وحذفت إما لأن (ما) بمعنى الذي ، فحذفت كما تحذف مع الذي ، أو أن (ما) الشرطية لا تعمل في الفعل شيئا ، لأنه فعل ماض ، فحذفت الفاء ، وهذا أولى من الأول ، لأنها أعم في كل مصيبة ، فكان المعنى أقوى.
(أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا ... وَيَعْلَمَ يُوبِقْهُنَ) : مجزوم بالعطف على قوله تعالى: (فَيَظْلَلْنَ) المعطوف على جواب الشرط. و (يَعْلَمَ) : بتقدير «أن» بعد الفاء ، ونصب الفعل بها ، لأنه غير معطوف على ما قبله ، ويقرأ بالرفع : «ويعلم» على الاستئناف. وجملة (ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) سدت مسد مفعولي (يَعْلَمَ) لأن النفي يعلق الفعل عن العمل.
(فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ .. فَما) : موصولة تضمنت معنى الشرط ، لأن إيتاء ما أوتوا سبب للتمتع بها في الحياة الدنيا ، فجازت الفاء في جوابها.
البلاغة :
(يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا ، وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ) : عطف عام على خاص ، فالغيث خاص ، والرحمة عام.
(وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ) : تشبيه مرسل مجمل ، حذف منه وجه الشبه ، أي كالجبال في الضخامة والعظم.