ما تحمله الحامل وما تضعه ، وزمن الحمل والوضع بدقة ، فإليه يردّ علم الساعة ، كما يرد إليه علم هذه الأمور.
ونظير مقدمة الآية : (وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها) [الأنعام ٦ / ٥٩] ونظير القسم الثاني : (اللهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى ، وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ ، وَما تَزْدادُ ، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ. عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ) [الرعد ١٣ / ٨ ـ ٩] وقوله سبحانه : (وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ ، وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ ، إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) [فاطر ٣٥ / ١١].
ثم يبين الله تعالى انتهاء أسطورة الشرك ، فيقول للرد على المشركين الذين دعاهم النبي صلىاللهعليهوسلم إلى التوحيد والتبرؤ من عبادة الأصنام والأوثان في بدء السورة.
(وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي؟ قالُوا : آذَنَّاكَ ، ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ) أي واذكر أيها الرسول يوم ينادي الله سبحانه المشركين في يوم القيامة متسائلا على سبيل التهكم والتوبيخ : أين شركائي الذين كنتم تزعمون من الأصنام وغيرها ، فادعوهم الآن فليشفعوا لكم ، أو يدفعوا عنكم العذاب؟ فيجيبون : لقد أعلمناك أو أسمعناك أن ليس أحد منا يشهد اليوم أن معك شريكا. ونفي الشهادة يراد به التبرؤ من الشركاء ، كما قال تعالى عنهم : (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) [الأنعام ٦ / ٢٣].
(وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ ، وَظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) أي ذهبت عنهم آلهتهم التي كانوا يعبدونها في الدنيا ، من الأصنام وغيرها ، فلم تنفعهم ، وتيقنوا وعلموا ألا مهرب لهم ولا ملجأ من عذاب الله كقوله تعالى : (وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ ، فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها ، وَلَمْ يَجِدُوا عَنْها مَصْرِفاً) [الكهف ١٨ / ٥٣].
وهذا وعيد وتهديد للمشركين.