في الدنيا من الأصنام. (وَظَنُّوا) أيقنوا. (ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) مهرب من العذاب ، وما نافية علقت الفعل. (ظَنُّوا) عن العمل ، وجملة النفي سدّت مسد المفعولين.
المناسبة :
بعد تهديد الكفار بأن جزاء كل أحد يصل إليه يوم القيامة في قوله تعالى : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ ، وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها) أوضح الله تعالى بأن علم هذا اليوم مختص به سبحانه ، فلا يعلمه إلا هو ، كما لا يعلم الإنسان بأمور أخرى. ثم ذكر انتهاء أسطورة الشرك في ذلك اليوم ، إذ يتيقن الناس أن الله واحد لا شريك له ، وتتبدد كل الآمال بأن الأصنام والأنداد تنفعهم.
التفسير والبيان :
(إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ) أي إن علم يوم القيامة مرده إلى الله ، لا إلى غيره ، وهذا جواب سؤال ، فكأن سائلا قال : ومتى يكون ذلك اليوم؟
ونحو الآية : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها ، فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها ، إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها) [النازعات ٧٩ / ٤٢ ـ ٤٤] وقوله سبحانه : (قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي ، لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ) [الأعراف ٧ / ١٨٧] وقوله عزوجل : (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) [لقمان ٣١ / ٢٤].
ولذا أجاب النبي صلىاللهعليهوسلم جبريل عليهالسلام في حديث البخاري ومسلم عن عمر بقوله حينما سأله عن الساعة : «ما المسؤول عنها بأعلم من السائل».
ثم ذكر تعالى أنه مختص أيضا بغيب المستقبل ، فقال :
(وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها ، وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ) أي ويعلم سبحانه كل ثمرة تخرج من وعائها ، ووقت ظهورها تماما ، ويعلم كل