طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ) [النساء ٤ / ١٦٠] وقوله تعالى : (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) [النساء ٤ / ١٢٣]. ونظير آخر الآية : (وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ) [فاطر ٣٥ / ٤٥]. وورد في الحديث الصحيح عن الشيخين والموطأ عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة : «والذي نفسي بيده ، ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا همّ ولا حزن إلا كفّر الله عنه بها من خطاياه ، حتى الشوكة يشاكها» وأخرج الإمام أحمد عن عائشة رضياللهعنها قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا كثرت ذنوب العبد ، ولم يكن له ما يكفرها ، ابتلاه الله تعالى بالحزن ليكفّرها».
ولما نزلت هذه الآية ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «والذي نفس محمد بيده ما من خدش عود ، ولا اختلاج عرق ، ولا عثرة قدم إلا بذنب ، وما يعفو الله عنه أكثر». وفي حديث آخر : «ما ينزل العقاب إلا بذنب ، ولا يرتفع إلا بتوبة». وروى الواحدي في البسيط : «ما عفا الله عنه فهو أعز وأكرم من أن يعود إليه في الآخرة ، وما عاقب عليه في الدنيا ، فالله أكرم من أن يعيد العذاب عليه في الآخرة».
(وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ ، وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) أي ما أنتم أيها المذنبون الكافرون بمعجزين الله حيثما كنتم ، ولا بفائتين عليه هربا في الأرض ، بل ما قضاه عليهم من المصائب ، واقع عليهم ، نازل بهم ، وليس لكم من غير الله ولي يتولى أموركم ، فيمنع عنكم ما قضاه الله ، ولا نصير ينصركم من عذاب الله.
ثم ذكر الله تعالى آيات أخرى دالة على قدرته وعظمته ، فقال :
(وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ) أي ومن آياته الدالة على قدرته الباهرة وسلطانه إجراء السفن السائرة في البحر كالجبال.
(إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ ، فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ) أي إن يرد الله