أو بلسان المقال ، اعترافا بوجود الله ووحدانيته وقدرته وعظمته.
٢ ـ تعرض اليهود في العصر الإسلامي الأول بأمر الله لحشرين في الدنيا ، والحشر : الجمع والإخراج والجلاء ، والحشر الأول من المدينة إلى الشام ، والحشر الآخر : إجلاء عمر رضياللهعنه إياهم من خيبر إلى الشام ، بكفرهم ونقضهم العهد. ولهم حشر في الآخرة كبقية الناس للحساب والجزاء.
٣ ـ كان إجلاء اليهود من المدينة ومن خيبر أمرا غير متوقع من الناس ، لقوتهم ومنعتهم وتحصنهم في حصونهم واجتماع كلمتهم ، فأتاهم أمر الله وعذابه من حيث لم يظنوا ، وألقى الله الرعب والخوف في قلوبهم بقتل سيدهم كعب بن الأشرف ، والذي قتله محمد بن مسلمة ، وأبو نائلة سلكان بن سلامة بن وقش ، أخو كعب بن الأشرف من الرضاعة ، وعبّاد بن بشر بن وقش ، والحارث بن أوس بن معاذ ، وأبو عبس بن جبر.
وكانوا يخربون بيوتهم لئلا يسكنها المسلمون بعدهم ، وأتم المؤمنون تخريبها ، لمحو آثارهم وتصفية وجودهم من الجزيرة العربية.
وفي ذلك نصر لرسول الله صلىاللهعليهوسلم وتشريف له ، وإعزاز لمكانة المسلمين ، وإذلال لليهود الذين عاثوا الفساد في الأرض.
٤ ـ إن في إجلاء اليهود على هذا النحو عبرة وعظة ، يتعظ بها أولو الألباب وأصحاب العقول ، جاء في الأمثال الصحيحة : «السعيد : من وعظ بغيره».
٥ ـ تمسك علماء أصول الفقه بآية : (فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ) على أن القياس حجة ، لأن الله تعالى أمر فيها بالاعتبار وهو العبور والانتقال من الشيء إلى غيره ، وذلك متحقق في القياس ، إذ فيه نقل الحكم من الأصل إلى الفرع.