عمران امرأته حنّة بذلك وهي أمّ مريم فلمّا حملت بها كان حملها عند نفسها غلاماً فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى لا تكون البنت رسولاً يقول الله تعالى : وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ فلما وهب الله لمريم عيسى عليه السلام كان هو الذي بشّر به عمران ووعده إيّاه فإذا قلنا في الرجل منّا شيئاً وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك.
والعيّاشيّ عن الباقر عليه السلام : ما يقرب منه.
وعن الصادق صلوات الله عليه : ان المحرّر يكون في الكنيسة لا يخرج منها فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى ان الأنثى تحيض فتخرج من المسجد والمحرّر لا يخرج من المسجد وعن أحدهما عليهما السلام : نذرت ما في بطنها للكنيسة ان يخدم العباد وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى في الخدمة قال نشبت (١) وكانت تخدمهم وتناوئهم حتّى بلغت فأمر زكريا ان يتخذ لها حجاباً دون العباد.
وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ انه قلت ذلك تقرّباً إلى الله وطلباً لأن يعصمها ويصلحها حتّى يكون فعلها مطابقاً لاسمها فان مريم في لغتهم بمعنى العابدة وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها أجيرها بحفظك مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ المطرود وأصل الرّجم الرّمي بالحجارة.
في المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم : ما من مولود يولد الا والشيطان يمسّه حين يولد فيستهلّ صارخاً من مسه الّا مريم وابنها قيل معناه ان الشيطان يطمع في إغواء كل مولود بحيث يتأثر من طمعه فيه الّا مريم وابنها فان الله عصمها ببركة هذه الاستعاذة.
(٣٧) فَتَقَبَّلَها رَبُّها فرضي بها في النذر مكان الذكر بِقَبُولٍ حَسَنٍ بوجه حسن يقبل به النّذائر وهو إقامتها مقام الذكر وتسلّمها عقيب ولادتها قبل أن تكبر وتصلح
__________________
(١) نشب في الشيء إذا وقع فيما لا مخلص له ونشب الشيء في الشيء من باب تعب نشوباً علق به فهو ناشب (مجمع)