أخرجك في هذه الساعة قال الجوع والذي عظّم حقّك يا أمير المؤمنين قال فهو أخرجني وقد استقرضت ديناراً وسأوثرك به فدفعه إليه فأقبل فوجد رسول الله جالساً وفاطمة تصلي وبينهما شيء مغطى فلما فرغت اختبرت ذلك فإذا جفنة من خبز ولحم قال يا فاطمة أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ألا أحدثك بمثلك ومثلها قال بلى قال : مثل زكريا إذ دخل على مريم المحراب ف وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ فأكلوا منها شهراً وهي الجفنة التي يأكل منها القائم وهي عندنا.
وفي الكافي أورد هذا الخبر بنحو آخر من طريق العامّة بنحو ثالث أوردها الزمخشري والبيضاوي وغيرهما في تفاسيرهم.
(٣٨) هُنالِكَ في ذلك المكان أو الوقت دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ لمّا رأى كرامة مريم ومنزلتها من الله العيّاشيّ عن الباقر عليه السلام : انها كانت أجمل النساء وكانت تصلي فيضيء المحراب لنورها فدخل عليها زكريا فإذا عندها فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء فقال أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ.
وفي تفسير الإمام في سورة البقرة : ان زكريا عليه السلام قال في نفسه ان الذي يقدر أن يأتي مريم بفاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء لقادر ان يهب لي ولداً وإن كنت شيخاً وكانت امرأتي عاقراً ف هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ.
قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ولداً مباركاً كما وهبتها لحنة قيل كانت عنده ايشاع بنت عمران بن ماثان أخت حنة فرغب أن يكون له ولد منها مثل ولد أختها حنة في الكرامة على الله إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ.
(٣٩) فَنادَتْهُ وقرئ فناداه بالتذكير الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللهَ وقرئ بكسر الهمزة يُبَشِّرُكَ وقرئ بفتح الياء وضم الشين وكذا فيما يأتي