طيور خضر حول العرش فقال لا المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حواصل (١) طير ولكن في أبدان كأبدانهم. وقد مضى في حديث آخر في هذا المعنى في سورة البقرة عند قوله تعالى : وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ.
(١٧١) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وهي أمنهم ثواباً لأعمالهم وَفَضْلٍ وهي الزيادة عليه كقوله تعالى لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ وتنكيرهما للتعظيم وَأَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ من جملة المستبشر به بكسر وقرئ الهمزة على الاستيناف.
(١٧٢) الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ.
القمّيّ : إن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم لما دخل المدينة من وقعة أُحد نزل عليه جبرئيل فقال يا محمّد ان الله يأمرك أن تخرج في أثر القوم ولا يخرج معك إلّا من به جراحة فأمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم منادياً ينادي يا معشر المهاجرين والأنصار من كانت به جراحة فليخرج به ومن لم يكن به جراحة فليقم فأقبلوا يضمدون جراحاتهم ويداوونها فخرجوا على ما بهم من الألم والجراح فلما بلغ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم حمراء (٢) الأسد وقريش قد نزلت الروحاء (٣) قال عكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد نرجع ونغير (٤) على المدينة قد قتلنا سراتهم (٥) وكبشهم يعنون حمزة فوافاهم رجل خرج من المدينة فسألوه الخبر فقال تركت محمّداً وأصحابه بحمراء الأسد يطلبونكم جد الطلب فقال أبو سفيان هذا النكد والبغي فقد ظفرنا بالقوم وبغينا والله ما أفلح قوم قط بغوا فوافاهم نعيم بن مسعود الأشجعي فقال أبو سفيان أين تريد قال
__________________
(١) الحوصلة بالتخفيف والتشديد واحدة حواصل الطير وهي ما يجتمع فيها الحب وغيره من المأكول وهو للطير كالمعدة للإنسان «مجمع».
(٢) حمراء الأسد : موضع على ثمانية أميال من المدينة «ق».
(٣) الروحاء : موضع بين الحرمين على ثلاثين أو أربعين ميلاً من المدينة «ق».
(٤) من الاغارة بمعنى الغارة «منه».
(٥) السراة أعلى كل شيء والكبش سيد القوم «منه».