باق مع أن الأوصياء كانوا يتداركون ما فاتنا منه من هذا القبيل ويدلّ على هذا قوله عليه السلام في حديث طلحة : إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنة فإن فيه حجتنا وبيان حقنا وفرض طاعتنا.
ولا يبعد أيضاً أن يقال أن بعض المحذوفات كان من قبيل التفسير والبيان ولم يكن من أجزاء القرآن فيكون التبديل من حيث المعنى أي حرفوه وغيروه في تفسيره وتأويله أعني حملوه على خلاف ما هو به فمعنى قولهم عليهم السلام : كذا نزلت. أن المراد به ذلك لا أنّها نزلت مع هذه الزيادة في لفظها فحذف منها ذلك اللفظ.
وممّا يدلّ على هذا ما رواه في الكافي بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام : أنه كتب في رسالته إلى سعد الخير : وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرّفوا حدوده فهم يروونه ولا يرعونه والجهال يعجبهم حفظهم للرواية والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية. الحديث.
وما رواه العامّة : أن علياً عليه السلام كتب في مصحفه الناسخ والمنسوخ. ومعلوم أن الحكم بالنسخ لا يكون إلّا من قبيل التفسير والبيان ولا يكون جزء من القرآن فيحتمل أن يكون بعض المحذوفات أيضاً كذلك هذا ما عندي من التفصي عن الاشكال والله يعلم حقيقة الحال. واما اعتقاد مشايخنا «ره» في ذلك فالظاهر من ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنّه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن لأنّه كان روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي ولم يتعرض لقدح فيها مع أنّه ذكر في أوّل الكتاب أنّه كان يثق بما رواه فيه وكذلك استاذه عليّ بن إبراهيم القمّيّ (ره) فان تفسيره مملوّ منه وله غلوّ فيه ، وكذلك الشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسيّ رضي الله عنه فانه أيضاً نسج على منوالهما في كتاب الإحتجاج. واما الشيخ أبو علي الطبرسيّ فانه قال في مجمع البيان : اما الزيادة فيه فمجمع على بطلانه وأمّا النقصان فيه فقد روى جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية العامّة أن في القرآن تغييراً ونقصاناً