من جلاميدها ، وذوات الشناخيب الصم من صياخيدها ، فسكنت على حركتها من ان تميد باهلها او ان تسيخ بحملها.
هذه الأرض ، وهكذا تكون تبدّل السماوات ، فانها بعد انفطارها وكشطها ومشطها عن كواكبها في قيامتها الاولى ، تبدّل إلى غيرها ، عن حياتها الدنيا وعن موتها ، فلا هي كالأولى ولا كالثانية ، بل هي غيرها في حالتيها كما الأرض ، وقد تعنى «تبدّل» كلا التبدلين ، في قيامة التدمير والتعمير ، تبدل عن حالتها الدنيوية تدميرا وتعميرا ، فكما ان حالة تدميرها غير الاولى ، كذلك حالة تعميرها غير الثانية والاولى ، حالة ثالثة تناسب الحياة الاخرى ، فالأرض الساهرة هناك هي بساط عرصات الحساب ، والسماوات ـ علّها ـ بساطات الجزاء ثوابا وعقابا ، حيث الجنة هي فوق السماء السابعة : (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى. عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى. عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى) (٧٩ : ٧) فالنار ـ إذا ـ تحتها ، إن في السماوات ام في الأرض والأرضين الاخرى.
اجل ـ فليست لتبطل الأرض والسماوات عن بكرتها ، انمحاء على اصل الكينونة ، ام تداوما في خرابهما بقيامة الإماتة ، فكما إنسان الأرض يحيى وأناسي السماوات في قيامة الإحياء ، كذلك الأرض والسماوات ، ليعيش الأحياء في الأحياء.
فصحيح ان هذه الشمس تكور بقيامتها الاولى ، ولكنها قد ترجع في الثانية وكما تدل عليه آيات الظلال في الجنة ك (لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً) (٧٦ : ١٣) وهل يخلق الله للسماوات والأرضين الجديدة بعد القيامة خلقا آخر يكلفهم كما كلفنا؟ لا ندري نعم ام لا ، والقرآن ساكت عن هذا او ذاك فلنسكت عما سكت الله عنه!
وإذا كانت الجنة (عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) (٥٧ : ٢١) ام