فالقرآن نسيج الوحي كما هو نزيل الوحي ، فواقع تدوينه كما هو الآن سائد منذ مطلع نزوله وبزوغه ، وله كتّاب قررهم الرسول ووجههم امكنة الآيات وترتيب السور ، ثم كان يقابل بين المحفوظ في الصدور والسطور.
نسيج وحيه سبحانه إذ يفرض نفسه غزارة وايجازا وقوة تعبير وإنجازا ، محاطا بسور سائر من العصمة الإلهية ، والفرق بينه وبين سواه من كتب الناس وسواهم كالفرق بين الله والناس وسواهم.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (١٠) وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (١١) كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (١٢) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (١٤) لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (١٥) وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ (١٦) وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (١٧) إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ
__________________
ـ يجمعه ولم يصنه ولم يحكّم الأمر في قرائته وما يجوز من الاختلاف وما لا يجوز وفي اعرابه ومقداره وتأليف سوره وآيه ، هذا لا يتوهم على رجل من عامة المسلمين فكيف برسول رب العالمين (صلى الله عليه وآله وسلم)!.