وترى كيف يتقيد (لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) في محمد (ص) (بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) ولكن (أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) في موسى لا يتقيد بإذن؟ علّه لأن الأمر في أخرج شامل إذنه حيث يشمل إخراجه كرسول امرا شرعيا ، وإخراجه كذريعة أمرا تكوينيا ، ولأن ضرورة الإذن في محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لزامها الاولى الإذن في موسى (عليه السلام) ، ام انه يخص الإخراج دلاليا وتكوينيا.
وهنا نرى موسى يذكرهم بأيام النعم والنقم كما امره الله ، ولأنهم كانوا أشداء في إخلادهم إلى الدنيا لا يذكرهم إلّا بأيامها دون الأخرى :
(وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (٦) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ (٧) وَقالَ مُوسى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (٨) أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللهُ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ