«نعماءه وبلائه ببلائه سبحانه» (١).
فمن ايام العذاب يوم عاد وثمود وقوم نوح واصحاب الرس ويوم فرعون والمؤتفكات والذين من بعدهم ، كما ومن ايام الرحمة يوم نوح بسفينته ويوم ابراهيم بناره ويوم موسى بتابوته في يمه ويوم عيسى إذ شبه به عدوه ويوم محمد في ليلة المبيت والغار وايام اخرى تترى تلو بعض للصالحين من عباد الله الظاهرة فيها رحمة الله كما ظهرت هنالك نقمته للطالحين.
فهنالك التذكير بأيام نقم الله التي أوقعها بالماضين ، والأيام التي أنعم الله عليهم فيها وعلى الماضين بوقم الأعداء وكشف اللأواء ، وإسباغ النعماء ، فالأيام إذا تذكر لمن أراد ان يتذكر وظن نشورا.
ولخاصة بني إسرائيل ايام النعم والنقم من بأسهم بفرعون وسوء عمله ، وبأس فرعون في غرقه بسوء عمله ، المسرودة كاملة في الذكر الحكيم.
فذلك التذكير لقوم موسى يعم الإنذار والتبشير وكما لكل قوم يعيشون افراحا واتراحا ملموسا لهم ام في التاريخ.
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) صبرا على نعمته فلا يزهو وعلى نقمته فلا يشكو.
__________________
(١) المصدر عن امالي الطوسي باسناده الى أبي جعفر (عليه السلام) قال حدثني عبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله الأنصاري ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال في قوله عز وجل (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ ..) ايام الله. وعن العياشي بسنده عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الآية قال : بآلاء الله يعني بنعمته.