(وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ. إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) (١١ : ١١).
ف «تدبروا احوال الماضين من المؤمنين قبلكم كيف كانوا في حال التمحيص والبلاء؟! لم يكونوا أثقل الخلائق أعباء وأجهد العباد بلاء وأضيق اهل الدنيا حالا؟ اتخذتهم الفراعنة عبيدا فساموهم سوء العذاب وجرعوهم المرار فلم تبرح الحال بهم في ذل الهلكة وقهر الغلبة لا يجدون حيلة في امتناع ولا سبيلا الى دفاع حتى إذا رأى الله جد الصبر منهم على الأذى في محبته والاحتمال للمكروه من خوفه جعل لهم من مضائق البلاء فرجا فأبدلهم العز مكان الذل والأمن مكان الخوف فصاروا ملوكا حكاما وأئمة اعلاما وبلغت الكرامة من الله لهم ما لم تذهب الآمال اليه بهم ..» (١).
ثم وتذبيح الأبناء وتقتيلهم هو من أسوم سوء العذاب وأسأمه ، فما هو دور استحياء النساء من سوم العذاب! وهنالك استحياء الرجال كما النساء حيث التذبيح يخص الأبناء ، وليس الإبقاء على حياة عذابا فضلا عن سوم العذاب؟.
إن استحياء النساء لا يعني ـ فقط ـ استبقاءهن أحياء ، بل واستخدامهن في محنة المهنة ومهانتها اثقالا عليهن بكل أثقال الأعمال بيتية وخارج البيتية ، ثم وإزالة حيائهن بممارسة الجنس ، حيث الاستحياء تشمل إيجاب : الإبقاء على حياة ، وسلب الإزالة للحياء ، ثم وفي استحياء الحياة لمن يقتل ابنها دون إبقاء حياة مزعجة مفلجة ، فأحلى للحامل أن تقتل مع حملها ولا تقبل حملها بعد حملها ، أفلا يستوجب ذلك البلاء
__________________
(١) قسم من الخطبة القاصعة عن الامام امير المؤمنين (عليه السلام).