بما يقولون؟ (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ).
ثم كيان السجدة ككل ، يتمم ذلك الانقطاع ، ، حيث تريح الساجد عن اي تعلق بغير الله حتى التعلق الرسالي المزعج للرسول حين يرى بالغ التكذيب من حماقى الطغيان.
ومن ثم (اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) تحلّق على حياة التكليف ككل ، أنها ـ فقط ـ عبادة الرب.
وهناك يخاطب الرسول ثالثة (وَاعْبُدْ رَبَّكَ ...) لا سواه ، حتى تتأول العبادة بغرض اليقين ، فإذا جاء اليقين فلا عبادة كما يقوله بعض الصوفية ، ولكم تكلمة في ختام البحث حق اليقين.
وترى كيف يخاطب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو اوّل العابدين والموقنين ان (اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) وكأنه حتى الآن ما أتاه اليقين وهو بالغ أعلى ذروة من حق اليقين؟ ولأنه منذ بداية الرسالة ـ بل بداية التكليف ـ كان حاصلا على يقين فليكن تاركا لعبادة ربه ، فكيف يؤمر الحال (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)؟.
فهل اليقين هو الموت حيث تنقطع به العبادة وكما (كُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ. حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ) (٧٤ : ٤٧)؟.
كلّا! حيث اليقين هنا هو اليقين : كشف القناع عما كان عليه القناع لمن كان يكذب بيوم الدين ، أم ومن كان عليه قناع دون تكذيب والرسول ليس له قناع عن أية حقيقة قبل الموت حتى يكون الموت له حالة اليقين!.
ثم التعبير الصحيح والفصيح عن الموت هو الموت دون اليقين الذي هو لزام الموت لمن لم يبلغ قبله الى درجة اليقين!.
ومن ثم ليس الرسول ليترك عبادة ربه بعد الموت مهما اختلفت صورتها