فلحم البحر من أفضل اللحم فكيف يفتي انه ليس من اللحم خلافا لنص القرآن(١)؟
(وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهاراً وَسُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) ١٥.
هنا وفي لقمان (وَأَلْقى .. أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) (١٠) وفي الأنبياء (وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) ٣١ وفي فصلت (وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها).
و «في» في هذه الأربع دون «على» تلمح انها راسية في اعماق الأرض ، مندغمة بعضها في بعض في الأعماق ، اضافة الى علو رءوسها في الفضاء ، وهذه قسم من الجبال تحفظ الأرض عن الميدان : «ووتد بالصخور ميدان أرضه».
وهذه الرواسي الملقاة في الأرض منها ما ألقيت من سائر الكرات وعلّها أنسب بالإلقاء ولكنها ليست كبيرة شاهقة حتى تسمى «رواسي» اللهم إلا في رسوّها نتيجة الإلقاء ، ولكن الإلقاء لا يخص الملقاة من السماء ، فانما يشير
__________________
(١) فليقض العجب من فتوى أبي حنيفة ان لحم السمك ليس بلحم قائلا : لو حلف : لا لا يأكل اللحم فأكل لحم السمك لا يحنث ، وقد يروى ان أبا حنيفة لما قال بهذا القول وسمعه سفيان الثوري فأنكر عليه ذلك واحتج عليه بهذه الآية بعث اليه رجلا وسأله عن رجل حلف لا يصلي على البساط فصلى على الأرض هل يحنث ام لا؟ قال سفيان : لا يحنث فقال السائل ا ليس ان الله تعالى قال : «وَاللهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً» قال فعرف سفيان ان ذلك كان بتلقين أبي حنيفة. (تفسير الفخر الرازي ٣٠ : ٦).
أقول : هذا النقض ليس بناقض في مفروض المسألة بل هو ناقص حيث السمك لحم على اية حال وليست الأرض بساطا على اية حال ، فان نوى في حلفه «لا يصلي على البساط» كل بساط شامل للأرض ككل فالحلف باطل من أصله لأنه حلف بترك الصلاة فلا حنث ـ إذا ـ في الصلاة على بساط الأرض ، وكذلك الأمر إذا نوى بساطا غير الأرض إذ لم يصل عليه.